مرحبا بكم فى مدونتى
الثلاثاء، 1 مارس 2011
لماذا التخريب ؟
http://www.egyptlabtours.com
محمد إسماعيل الصيفى
0108230096
أن القلب ليحزن لما يحل بهذه الأمة من مآسي ، وما تمر به من أوقات عصيبة لا تنتهي أبدا ، وكأن ثروات هذه الأمة وموقعها ماهو إلا لعنة .
كنا نراقب الأحداث في مظاهرات تونس الأخيرة التي أستقال على إثرها محمد الغنوشي ، وكنا ننتقد بشدة ما فعله البعض من حرق وتدمير شوه به سمعة الثورة ، لنتفاجئ بأن الأعتصام السلمي في مدينتي مسقط وصُحار في سلطنة عُمان يتحول إلى حركة غوغائية همجية على المصالح الحكومية من قبل بعض اللأمسؤولين .
والمسؤولية تقع ليس على أولئك الغوغائيين وحدهم بل حتى على الشباب المتاهرين الأخرين ، لأن واجبهم كان يقتضي أن يوقفوا أمثال هؤلاء حين هموا لتخريب والتدمير ، وتقع المسوؤلية أيضا على السلطان قابوس بصفته رئيسا للوزراء في عمان ، أذ أنه سمح للأمور بأن تصل إلى هذا الحد بتغاضيه عن هموم شعبه ، وبتمسكه العجيب ببعض الشخصيات في مناصب وزارية ، شخصيا لم تقدم أي أنجاز مهم للدولة والشعب ، شخصيات تعفنت على كرسي الوزرارات حتى صارت الوزارة وكأنها مجرد شركة خاصة مملوكة لذلك الوزير وأتباعه وأهله .
حتى في التشكيلة الوزارية التي صدرت هذا الأسبوع نجد أن قابوس لم يفعل سوء تحريك قطع الشطرنج من مواقعها ولكنه لم يأتي بجديد ، لم نسمع أنه أمر بتحقيق في قضايا الفساد الأداري والتي تقدم بها الشعب بالأدلة له ، ليتم الفصل فيها ويأخذ كل ذي حق حقه .
الشعب ساخط لأن البطالة تفشة ولو أن جلالة السلطان يحب تنميق المصطلحات ليخفف من حدة وقعها على أذنه ، فهو لا يحب كلمة بطالة فاستبدلها بـ ( باحث عن العمل ) ، كيف يكون باحث عن عمل والعمل غير متوفر ، ياجلالة السلطان أن تغير المصطلحات لا يغير من حقيقة الأمر شيء .
نرى أمولا طائلة تبذر ـ وخاصة هذا العام ـ على مواضيع كان بالأمكان الأستغناء عنها لصالح أمور أهم ، كثل دار الأوبرا السلطانية ـ وأن كانت الأوبرا تروق للسلطان فهي لا تروق لغالب الشعب الباحث عن الخبز ـ والتي تأسس مبناها بمبالغ خيالية كأول دار أوبرا من حيث التجهيزات وأعدادات مبناها على مستوى العالم ، لماذا ياجلالة السلطان ؟
هل الشعب يعاني من جوع موسيقي ؟
لماذا لا تفضل أن تظهر ثقافة عمان وحضارتها العظيم إلا كمجرد شعب راقص وموسيقي بينما الحقيقة تختلف تماما ؟
ثم نجد المبالغ الكبيرة تصرف على سفينة جوهرة صحار وما تبعها من مصاريف رحلتها البحرية لتهدى في نهاية المطاف لسنغافورى ، سنغافورى صاحبة النظام الأقتصادي مضرب المثل والتي قفزة من الصفر للقمة في الأقتصاد . بينما نحن نضيع أموال الدورة وثروتها على بناء سفينة شراعية . هذا طبعا غير الحفلات بالعيد الوطني والذي هو في حقيقية الأمر تاريخ ميلاد السلطان .
يا صاحب الجلالة ، والله الذي لا إله إلا هو لست من أصحاب الأفكار السياسية الفضافاضة ولا أعمل لأجل أحد ولا لصالح أحد ، ولا تابع لفكرة أحد ، أنا مجرد شخص في هذا الوطن ، جئت لهذا الوطن وقد وجدتك سلطانا عليه ، كنت منذ أول نشأتي أقرأ بين السطور شخصيتك معجبا مبهورا لثقافتك وتواضعك وجاذبية شخصيتك .
أيها السلطان لقد أستطعت في 25 سنة الأولى من حكمك أن تؤلف قلوب العمانيين عليك ، حتى المعارضين منهم ، وما ذاك إلا لسمات أتسمت بها ، وأنت تعلم أن العمانيون ما أجتمعوا قط على فرد من أفراد أسرتك طيلة أكثر من 200 عام من وجودها في صفوف الزعامة ومحاولات الكر والفر للسيطرة على حكم عمان ، كما أجتمعوا عليك ، وأنها ـ أعني عمان ـ ما أتفقت على أحد كما أتفقت وتوحدت تحت حكمك .
ألم تسأل لماذا ؟
ألم تسأل لماذا تغير الناس ؟
سمعناك تعزي الأمر على تمرد الشباب حين بدأت تصلك أنباء عن مطالبهم قبل عشر سنين ، سمعناك تقول أن الشباب لا يقنعون بحكم الكهول .
لكن الأمر ليس كذلك ، نعم هناك شباب يحاول محاكات الغرب وأتباع المصطلحات الغربية الغبية ، والتي يتبعونها عن غير هدى ، وهناك من زال يسمع من أهله وهم مجد الثورة الشيوعية في الجنوب ، وهناك من رأي في أنهزام الإمام غالب ظلم مازال متعاطف معه حتى بعد رحيل الإمام عن الدنيا العام الفائت .
لكن أيها السلطان لو رجعت بذاكرتك قليلا ستعلم أنه حين أستقر الوضع في عمان عام 1975 بعد خمس سنوات من النضال ضد الشيوعيين الألحاديين في الجنوب العُماني أجتمعنا حولك ، قلبا قالبا ، كان الشعب حينها شعب بسيط جدا في افكاره ، لا يعرف من ألوان إلا الأبيض والأسود .
ياترى ، كيف ملكت قلوبهم أيها السلطان ؟
أنظر لصور جولاتك في السبعينيات والثمانينيات ، لتساعدك تلك الصور على تذكر الأمر ، لقد أحبك العمانيين لأسباب عدة منها أستشعارهم لحبك لهم وأخلاصك في خدمتهم ، حين كنت ترى عمان أماًّ للجميع لا مزرعة خاصة ، حين كنت ترى في أفراد حكومتك موظفين لأجل خدمة الشعب وليسوا أباطرة مسلطين على رقاب الشعب .
وحين كانت جولاتك السنوية في ربوع عمان مصدر فرحة للعمانيين لسبب بسيط وهو أنهم كانوا يجلسون معك يشتكون همومهم لك مباشرة بلا رسميات ولا قيود ، كان الحر والعبد ، والشيخ والإنسان العادي يستطيع أن يقف على نافذة سيارتك وهي تعبر الطريق ليتحدث معك بعفوية بلا تكلف ولا تنميق ، ويشكي إليك أمره .
واليوم ماهي الجولات والتي لم تعد سنوية ، هي محض نزهة لجلالتك ، لا تلتقي فيها إلا نخبة من أصحاب الكروش المستديرة ، يتحدثون عن مطالب خاصة بإسم الشعب ، فيأكون خيرات البلد بلا حق .
أحبك الشعب لأنك لم تكن تحتجب عنها وتتوارى خلف جدران قصرك ، ولأنك لم تكن تصم أذنك عنهم إلا عبر ما تسمعه من بطانتك المنافقة .
لماذا نعتب عليك ؟
لأننا عرفناك منذ أن عرفناك رجلا حيكما واعيا ، رجلا يحمل من البصيرة ليس أقل ما يحمله من العلم والمعرفة ، واليوم تغير الحال ، وصرنا نسمع في خطابك أنحياز للتجار والوزراء التجار ، وزراء لا يهتمون بوزاراتهم إلا بقدر ما يمكنهم أن يفيدوا شركتهم وتجارتهم .
كم قد كتب الشباب الحر إليك ، كم قد رفعوا شكواهم ، كم حاولوا بلوغك ، حتى أتعبهم الحديث معك من خلف الجدران ، تلك الجدران التي لا تملك آذان إلا أن تحدث الناس عن ذات جلالتك ، بينما تصبح صماء أن تحدث الناس عن همومهم .
أيها السلطان أجل نشكر سرعة أستجابتك ، وحسن تصرفك مع المتظاهرين ، رغم أن من أحرق وخرب يستحق العقاب ، لأن الوضع في عمان لا يستدعي الغضب للرجة التي يبلغ عندها الأمر بالحرق والتخريب ، لكن أهل عمان ـ وكما تعلم من تاريخهم ـ لا يمكن أن يراهنوا على كرامتهم .
وكما يعاقب الموظف الصغير في الدولة على تقصيره أو تفريطه أو غشه وفساده ، يجب أن يحاكم الوزراء ، ويجب أن تضمن نزاهة القضاء لنا ، لنحاكمهم ، ولنحاسبهم على تقصيرهم وتفريطهم .
لا يمكن لوطن يطمح للسمو والعزة أن تُسير أعماله عبر ( أوامر سامية ) وإلا ما نفع مؤسسات الدولة ، ما نفع الوزارات ، لا يمكن لوطن يطمح للرفعة والإزدهار أن يدير رئيس الوزراء فيه ظهره للناس مختفيا عنهم في قصره ، والناس لا تجد من تشكو إليه تقصير الوزراء وعبثهم وفسادهم .
لا يمكن لدولة عدد سكانها مليونين نسمة وهي دولة غنية بثروات كثيرة لا تقتصر على النفط ، أن تسمح لشعبها أن تتخطفه نوائب الزمن من الجوع والخوف من الغد ، والذل بالبحث عن طلب الرزق خارج بلده ، ليكون حقيرا ذليلا عند من كان سيدهم إلى عهد قريب .
يا صاحب الجلالة أننا لا نقبل إلا أن تكون في صفنا ، في صف الشعب
وإلى المخربين أقول لن نسمح لأمثالكم أن يفسدوا حقنا في التعبير عن مطالبنا ، وأننا نعلم أن أغلبهم محض همج لا يهمهم وطن ولا شعب بل تهمهم مصالحهم الخاصة ، اليوم وصل للناس رسائل نصية عبر الهاتف النقال من رقم مجهول تقول فيه أن المخربين هم أناس مدفوع لهم من الإمارات ليقوموا بما قاموا به .
نحن نعلم ما تقوم به حكومة دبي وحكومة أبوظبي من محاولات لن تكون أخرة خلية التجسس تلك ، لكننا نفرق بين الطبقة الحاكمة الغوغائية في المشيختين ( أبوظبي ، ودبي ) وبين شعب الأمارات الأصيل ( تحديدا الأصيل لآن المهجن هو سبب دمار الأمارات ) ،ولا يهمنا لمن ينتمي المخربون ، فمجرد سلوكهم مسلك التخريب يجعل منهم طرفا أخر يستوجب أن نقف ضده حكوة وشعب .
أهل عمان لا يقبلون بهذا ، نعم نختلف مع الحكومة لكننا لا نقبل بتدمير الممتلكات العامة لأنها ليست ملك الحكومة ولكنها ملك لنا نحن ، ملك لأهل عمان ، فالحكومة تتغير أم الشعب باقٍ ، وقد بنيت تلك المنشأة من أمواله ، وبنيت من أجله ، وأن كنا نطالب بالمزيد من حقوقنا فهذا لا يعني أن ندمر ما هو موجود ، حتى لا نضطر للعودة إلى النقطة صفر ، بل نريد أن نبدأ من نقطة متقدمة من حيث أنتهينا .
أخيرا ..
إذا لم تدافع عن منجزات وطنك وتحميه من التخريب والتدمير فأنت لست حقيقا بالمطالبة بأية حقوق ، لأنك أنما خرجت لتطالب بمحربة الفساد وتغير الأحوال للأحسن ولترفقع الظلم ، فأن دمرت وخربت فما الفرق بينك وبين من تناضل ضدهم ؟
في كل المدن العمانية ـ في مدينة البُريمي و مسقط و صُحَار وجاءتنا أنباء عن خروج أهل ولاية ضَنك أيضا ـ نحن نُحمل المتظاهرين والمعتصمين مسؤولية التنبه للمخربين ، وأفشال جميع مساعيهم التخريبية ، حتى لا تصبح قضيتكم الناجحة في أيد فاشلة ، وحتى لا تفقدون الشرعية في المطالبة بحقوقكم . لقد نرأينا مسيرة مسقط ( المسيرة الخضراء الأولى والثانية ) ومظاهرات محافظة ظفار وكيف أنها سارت بسلام وبأسلوب راقٍ ومنظم ، أنتهى بإيصال مطالب المحتجين للسلطان والباقي في الطريق . لذا لن نقبل بأقل من تلك الصورة أن لم يكن بأفضل منها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رسالة أحدث
رسالة أقدم
الصفحة الرئيسية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق