الأربعاء، 8 فبراير 2012

نظرة على قضية الدعم الاجنبى للاقتصاد المصرى


 (معلومات هامة )
ظهر علينا اليوم كمال الجنزورى يقول ان الدول التى قالت بالدعم لمصر بعد الثورة لم تدعمنا وعلقت الدعم بالاقتراض من صندوق النقد الدولى ... وهذا يجب ان يدفعنا لمعرفة بعض الحقائق فى عالم السياسة الدولية .

- بالفعل عرضت دول كثيرة دعما بالمليارات على مصر بعد تنحى مبارك باسبوع تقريبا فىيما عرف بفرنسا بقمة دول العشرين وايضا بعض الدول العربية ،
ولكن لما تقدم هذه الدول الدعم لمصر بعد تنحى مبارك مباشرة هل حبا فى الثورة المصرية التى اطاحات بالحليف المخلص هل حبا فى مصر وشعبها السياسة الدولية لاتعرف الحب هذا الدعم من اجل فرض شكل ونمط سياسى معين وتوجه ايدلوجى ودولى معين على مصر لايختلف كثيرا عن توجه مبارك فى السياسة الخارجية هم لايعنيهم من سيحكم مصر ولكن يعنيهم ماهى نظرة من سيحكم مصر فى السياسة الخارجية هل سيكون له وجهة نظر تحدث اختلال فى موازين القوى العالمية او تحدث اضطرابا امريكا لاتعارض الحكم الاسلامى بدليل رضاها التام عن نظام الحكم فى السعودية رغم ما افرزه هذا النظام فيما بات يعرف بالخلايا الارهابية ولكن امريكا يعنيها توجه حاكمها خارجيا ..فالثابت ان تلك المعونات كان يجب ان تقدم وذلك لتحديد دور مصر الخارجى ، الذى خدعهم حينما تولى نبيل العربى الخارجية المصرية واطلق تصريحات تدل على توجه السياسة الخارجية المصرية من انجاح المصالحة الفلسطينية التى طالما رفضها الغرب ونفذ رغبتهم مبارك ونظامه تصريحة الخطير بفرض منطقة حظر جوى على قطاع غزة اسوة بماحدث فى ليبيا ...الخ ، فكان التفاوض مع العسكرى هو ابعاد نبيل العربى مقابل المعونات وهذا ماحدث بالفعل فى مفاجاة لم يتوقعها الجميع حتى الدول العربية كانت غاضبة منه بسبب ميله للجبهة الايرانية .اذا اذا ارادت مصر مئات المليارات فيجب ان تعرف ماهو الدور المرسوم لها فى السياسة الخارجية الدولية اما ان تنفذه واما الحصار الاقتصادى .

- لماذا مصر بالذات ؟ نعم هو نفس السؤال الذى سئله الجنزورى اليوم المنح قدمت لتونس وليبيا واليمن لماذا لم تقدم لمصر ؟ الاجابة هى ان مصر غير تونس غير ليبيا غير اليمن فى الخريطة الدولية وهذا يدفعنا للعودة لعام 1973 عند قيام حرب اكتوبر يقول احد الكتاب الامريكيين روبرت فيسك ان ايام الحرب تم الضغط على اوربا وامريكا واليابان من خلال وقف تدفقات النفط الخليجى لتلك الدول لدرجة ان تلك الدول منعت قيادة السيارات يوم الاحد وكان الناس بالطوابير امام محطات الوقود بل ان هناك من ماتوا من التجميد فى اوربا فالمانيا منعت قيادة السيارات نهائيا وارتفعت اسعار الوقود للضعف فى محطات شل وغيرها ، وكان كيسنجر وزير الخارجية فى ذلك الوقت يفكر ويخطط للغزو على السعودية لحماية بلاده من الجليد لان العاهل السعودى وقتها وقف موقف الابطال ورفض اى تهديد وهو ماغير وجهة النظر الامريكية لمنطقة الخليج من انها منطقة ذات طبيعة اقتصادية بالنسبة الى امريكا الى منطقة ذات بعد امن قومى وهو ماقاله نيكسون ان امن الخليج اصبح امنا قوميا امريكيا ..ولكن كيف نجعل لنا السيطرة عليهم بدون حرب 
 
اولا خلق بعبع قريب وهو العراق ذو القوة الكاسحة فى المنطقة وبعبع بعيد وهو ايران وهو ما تكرس فى حرب الثمانى بين ايران والعراق بمشاركة قواتنا المسلحة بعد انكشاف صداف فكان للجندى المصرى الفارق ومن خلال حرب الكويت الاولى وهو ايضا من صنع الفارق فيها هو قوات المشاه المصرية رغم مشاركة امريكا ب300.000 جندى تقريبا .

كل هذا مشتركه فيها مصر بدور قوى ...فكان التفكير من بوش الاب حتى الان اذا اردنا ان نسيطر على الخليج بنفطه علما بان تقرير الامن القومى الامريكى الصادر فى 2011 يحذر من ازمة وقود امريكية فى 2020 ..نعود للقاعدة الامريكية للهيمنة على المنطقة الخليجية خلق بعبع قوى (ايران ) واضعاف دور مصر الدولى (بركات مبارك ) = هيمنة امريكية بهاجس الامان على المنطقة الخليجية .

الى الحكومة الحالية او التالية هناك دول تبنى اقتصادها على وضعها فى السياسة الدولية مصر تستطيع جذب اموال الخليج اذا تدخلت بقوة سياسية فى حماية امن الخليج والوقوف امام ايران . 

مصر تستطيع ان تكسب المليارات اذا لعبت دورا محايدا ومحوريا وفعالا فى القضية الفلسطينية . 

مصر تستطيع ان تكسب مليارات فى لعب دورها السياسى فى منطقض البحر الابيض المتوسط . 

يجب ان يكون هناك اعادة صياغة للسياسة الخارجية المصرية قائمة على اساس انها لعبة صفرية وقائمة على اعلاء مصر فى الاعالى ولنا فى تركيا نموذجا قويا فى هذا 
 
محمد هاشم